الاثنين، 10 أكتوبر 2016

«أبل» من ستيف جوبز إلى تيم كوك

بسم الله الرحمن الرحيم

تعتبر شركة آبل أهم ما تركه ستيف جوبز للعالم، ويحاول البعض أن يفصل بين الموضوعين، معتبرين أن نجاح تيم كوك في إدارة الشركة وتحقيق مزيد من الأرباح كاف للفصل بين جوبز وآبل، ولكن ذلك يبقى عرضة للتأمل بعد 5 أعوام من وفاة جوبز.
عبر العالم، ساد شعور غير مريح بأنّ آبل بعد وفاة ستيف جوبز قد غادرت مرحلة الإبداع ودخلت مرحلة السكون والركود، وهذا ما علّق عليه ألوف المعجبين على صفحة ذكرى الراحل ستيف جوبز، وعلّق شخص باسم سيدهارتا «غيّر ستيف العالم، ليس مرة واحدة فحسب بل مرات عدة، عبقريته رفعت مستوى التركيز على الزبائن، وأعطتنا شيئا نتطلع إليه بشغف دائم، هو خلق منفردًا نوعًا من السحر وحافظ على العنصر».
وقال إيان فوغ، من شركة تحليل المعلومات آي ايتش إس ماركيت، في حديثه لـ DW، إن القيادة تعني التأثير والقدرة على تحفيز الآخرين لإنجاز أشياء عظيمة، وقيادته الخارقة للعادة أفضت به إلى خلق تلك المؤسسة«آبل»، وفيها تجسدت أسمى قيمه.
وبيّن خبراء السوق أنّ آبل امتازت بالتركيز على خلق صداقة بين الكومبيوتر الذي تنتجه وبين المستخدم، وتلك كانت استرتيجية جوبز، «آي بود» الذي اجتاح السوق في عام 2001، غير طريقة استماع الناس للموسيقى عبر العالم، ومنها طوّر «جوبز» فكرة آي فون الذي ولد عام 2007 ثم نجح في استقطاب اهتمام الناس عبر العالم وبات رمزًا لنجاح ساحق رغم ارتفاع سعره، ما ساعد آبل على خلق سقف أرباح هائل، وصل فيه مستوى الربح في القطعة الواحدة إلى 40 بالمائة من سعرها. لكن هل يمكن لآبل أن تقف في السوق لوحدها دون ستيف جوبز؟ يبدو أن إجابة هذا السؤال تتضمن الاعتراف بحقيقة أنه لا يوجد شخص غير قابل للتعويض، حتى ستيف جوبز نفسه. إذ أن مستوى أرباح آبل وسير عملها بعد خمسة أعوام من وفاته لا تنبئ بالفشل والإنهيار، بل تكشف عن خيبة التوقعات التي ارتأت أنّ الشركة ستنهار بعد وفاة جوبز.
وطبقا لنتائج أبحاث شركة جاكدو فإن موارد شركة آبل في العام الذي سبق إدارة تيم كوك بلغت نحو 89 مليار يورو، وبعد 5 أعوام من توليه الإدارة، تضاعف هذا الرقم. وفي ظل قيادة «كوك» بات «آي فون» أهم منتجات آبل، واحتفلت الشركة مؤخرًا ببيع سمارت فون رقم مليار، وباتت تطبيقاته تحقق نحو ثلثي أرباح الشركة العملاقة.
قام «كوك» بتغيير مسار العمل، فخصص مبالغ كبيرة للبحوث والتطويرات، ما رفع مستوى المداخيل بنسبة 4 بالمائة عوضًا عن نسبة 2 بالمائة التي كان يحققها هذا التخصيص في عهد جوبز. ومضى كوك أبعد من ذلك، فدفع لحملة الأسهم قيمتها، وأعاد شراءها منهم.
ولم يتضح بعد هل يمكن لكوك أن يحافظ على مستوى رغبة الزبائن في متابعة منتجات آبل غالية الثمن؟. لكن آخر منتجات آبل التي اقتحمت السوق هي ساعة آبل، التي حققت بيع 15 مليون قطعة خلال عامها الأول، وهو ما يعد بشكل مطلق نجاحا رغم كل شيء.