الثلاثاء، 20 فبراير 2018

هل تعلم سر هذه الحقائب ؟

بسم الله الرحمن الرحيم



يستطيع الآباء في مدينة ميامي الأمريكية أن يشتروا طمأنينة نفوسهم، مقابل 120 دولاراً، وأن يرسلوا أبناءهم بعد ذلك إلى مدارسهم.
وبدأت “مدرسة فلوريدا المسيحية” في إتاحة الخيار للآباء لشراء صفائح بلاستيكية صلبة، يمكن وضعها داخل حقيبة ظهر، وتكون من القوة بحيث تعترض طريق رصاصة، وهي خدمة مفيدة في دولة لا تتعلق عملية إطلاق الرصاص القادمة بمدارسها باحتمال وقوعها وإنما بموعد تنفيذها.
وبالإضافة إلى الألواح الواقية من الرصاص المعروضة على الإنترنت تم طرح منتجات أخرى مماثلة، مثل قلنسوات وسترات مضادة للرصاص، يمكن ارتداؤها عندما يشتد البرد.
ولفتت الألواح البلاستكية أنظار وسائل الإعلام في أعقاب عملية إطلاق النار التي وقعت في تشرين أول/أكتوبر الماضي بمدينة لاس فيغاس، والتي قتل خلالها 60 شخصاً، وذلك بعد مرور عام على مقتل 50 شخصاً خلال حادث إطلاق النار على ملهى ليلي بمدينة أورلاندو بولاية فلوريدا.
وتشير الإحصائيات إلى تزايد وقوع عمليات إطلاق النار، مع تفلص الفترات الفاصلة بين وقوع كل حادث قاتل وآخر خلال الأعوام الأخيرة.
وظل عدد ضحايا حادث إطلاق الرصاص في الملهى الليلي بمدينة أورلاندو هو الأعلى لمدة عام فقط، قبل أن يتجاوزه عدد ضحايا حادث لاس فيغاس، ووقعت أعلى خمس حوادث إطلاق النار من حيث عدد القتلى في الولايات المتحدة خلال الأعوام العشرة الماضية.
وبالنظر إلى هذه الأحداث من وجهة نظر إحصائية مجردة فمن المحتمل أن يقع حادث قتل آخر بالرصاص يتضمن عدداً كبيراً من الضحايا خلال الأشهر القليلة المقبلة، وتزداد المخاوف من أن يقع المرء في قبضة عملية إطلاق نار جماعية، خاصة المخاوف من جانب آباء تلاميذ المدارس الصغار، وذلك مثلما ترتفع الآمال في أن تكون هذه الإحصائيات غير صادقة .
ومن هنا طرحت دروع واقية من طلقات الرصاص لحقائب أطفال المدارس في مدينة ميامي.
ووصف جورج جولا رئيس فريق أمن المدرسة التي يعمل بها هذه المنتجات المعروضة بأنها المستوى الأمني الثاني، وذلك خلال مقابلة مع شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية الأمريكية ، ولم يتطرق إلى إدخال تعديلات على قانون حيازة الأسلحة النارية خلال المناقشة مع الشبكة الأمريكية، على الرغم من أنه قال إنه لم تقع حادثة واحدة في مدرسته.
بينما قال الخبير الأمني كينيث ترامب إن مثل هذه الاختراعات الوقائية عديمة الجدوى، وهو يقف بين مجموعة كبيرة من المنتقدين الذين يقولون إن المنتجات الجديدة إنما تعكس الشعور الحالي بالخوف في الولايات المتحدة، أكثر من كونها تستند إلى مدى فداحة الخطر .
وفي مقابلته مع “سي إن إن” قال ترامب – الذي لا تربطه صلة قرابة بالرئيس الأمريكي- إن هذه المنتجات حسنة الهدف، لكنها خالية من النظرة الشمولية ، فتدريب الأطفال على كيفية التصرف في حالة وقوع عملية إطلاق رصاص وإعطائهم حقائب ظهر مضادة للرصاص إنما يتخطى حدود ما هو معقول.
وبالإضافة إلى ذلك ليس من الواضح حقيقة مدى ما توفره الألواح البلاستيكية من أمان، فهذه الإضافات المضادة للرصاص يمكنها أن تحمي الطفل من طلقة مسدس، ولكنها لا تحميه بالضرورة من طلقة قادمة من سلاح ناري أكثر قوة.
غير أن هذه الحقيقة لا تثير قلق الشركة المنتجة، وردا على أي فرد يرددها تطلق الشركة شعاراً يقول “من الأفضل توفير السلامة بدلاً من الندامة”.
وتقدم الشركة ولاسمها “بوليت بلوكر” التي تعني معرقلة الرصاص وتقع في ولاية ماسوشيست الكائنة في شمال شرقي الولايات المتحدة، جميع أنواع المنتجات التي تتعهد بحماية المستخدمين من الرصاص، ابتداء من حقائب يد تحمل العلامة التجارية جوشي إلى حلل تحمل علامة بيت الأزياء أرماني.
وحتى الأمهات حديثات الولادة يمكنهن أيضا حماية أطفالهن الرضع، فتتيح الشركة المصنعة لهن شراء حقيبة حفاظات مضادة للرصاص مقابل 3100 دولار.
بل إن شركة في ويلز تعرض ثياباً داخلية واقية من الرصاص تهدف إلى الحماية من الطلقات النارية القاتلة.
وتتعهد شركة “توفي باكس″ والتي تنتج أيضاً ألواح حماية لحقائب الظهر بأنها تقدم سترات توفر “مستوى من الحماية الشخصية من التهديدات النارية والشظايا مماثلة لتلك التي يرتديها رجال الشرطة يومياً.
وتعد المناقشات حول فرض الرقابة على الأسلحة النارية في الولايات المتحدة مشحونة بالعواطف والتوتر، حيث أن الدعوات المتكررة لسن قوانين أكثر صرامة لتنظيم بيع هذه الأسلحة تشتعل مرة أخرى عقب كل حادث قتل جماعي بالرصاص.
ولكن إلى حين سن هذه التعديلات التشريعية، سيواصل الآباء سعيهم للبحث عن وسائل لحماية أطفالهم من تهديدات الأسلحة النارية